في كل مرة أنجح فيها من خطف جهاز المشي في النادي قبل أن تخطفه قبلي أي مشتركة أخرى، وأعلق بأذني سماعات برنامج الآيبود الملحق في الموبايل، تنقلاً ما بين أغنيات جينيفر لوبيز وأسماء المنور وأشعار عبد الرحمن بن مساعد المحفوظة بقلبي قبل الجهاز، أتذكر كلمتها تلك التي لاحت بذهني طويلاً حينها وملأتني إصراراً بالتغيير، اصرارٌ من ذاك النوع الذي لا يلبث أن يبتعد سريعاً فور أن تسألني إحدى قريباتي عما أرغب بــ طلبه من المطعم، ليسري من فمي ذاك الطلب اللعين الذي تنطق فيه روحٌ أنانية لست مسؤولة عنها تماماً
" أبي مايتي زينجر " !
لطالما امتلكت في طفولتي جسداً هزيلاً غائبة فيه الملامح والتفاصيل، ولا يميزه أي شيء، سوى طولاً فارع، كان محل تعليقات كثيرة من زميلاتي الكثيريات في المرحلة الإبتدائية، حينما كانوا يتهمونني بأني كبيرة في السن ولست بأعمارهن وإني أعي ما لا يعون من عوالم الناضجين، لكن ما إن شرعت في دخول المرحلة المتوسطة، بدأت جسدي يمتلأ شيئاً فــ شيئاً حتى بلغ مراحل لم أظن مطلقاً أن أصل اليها، حتى الحد الذي رغبت فيه فعلاً باتخاذ أي شريط لاصق وتثبيته على فمي حتى لا أسمن أكثر.
قلت في ذلك الحين صديقة مقربة لي بأني أنوي ريجيماً حقيقياً " ولحد يناقشني " ، أتجنب فيه الإكثار من تناول الأطعمة التي تحتوي على البقوليات والسكريات ويجنبني خطف أكياس أطفال العائلة من " سويت فاكتوري " ، مع تجنب المشروبات الغازية بلا أدنى شك، حتى أنجح في فقد ما اكتسبته وأعود كما كنت، " الطويلة الضعيفة " التي لا تهاب أن يسبب لها باعة المحل أي صدمة حين يخبرونها بأن مقاسها، غير متوفر !
ومع أولى عثرة لي، قالت لي " وين الرجيم مالج؟ " ومع ثاني عثرة لي " وانتي هذا انتي؟ كله مسوية ريجيم؟ وثالث العثرات " هذا انتي من عرفتج وعرفتيني وانتي مسوية ريجيم " أصابتني بإحباط شديد، جعلني أبتاع الثياب ذي المقاسات الضيقة، دافعاً لي لأفقد الوزن وتحفيزاً عظيماً لقدراتي الشحيحة فيما يتعلق بالصبر أمام المأكولات الطيبة، والى اليوم محاولاتي تأخذها الرياح وتنثرها في العدم عبثاً.
من حولي قصص كثيرات، من فقدن أوزانهم بجدارة ومن الهث خلفهن دائماً وأبداً لسؤالهن عن النظام الغذائي الخاص بكل واحدة منهن على حدة، والذي أدونه سريعاً وأحتفظ به مع بقية أوراق كثيرة كتبت عليها منذ أزمان ما يأتي دوما على السنة الدكاترة من نصائح تغذوية، أملاً بأن أعمل بها!
قبل ملكة أختي بشهرٍ، كانت قد زارت الدكتور طالب الشمري، الذي منحها نظاماً عذائياُ استطاعت من بعده أن تفقد ما يقارب الخمسة عشرة كيلو، في 50 يوم تقريباً، واتبعتها اختي التي تصغرها التي فقدت ما يقارب الــ 20 كيلوا – ما شاء الله – بمفردها دون مساعدة من أي قطب خارجي، لتناولها إصبع النقانق خالياً طيلة اليوم دون زيادة، أو تدليل آخر !
أما أنا كنت اللسان الذي يستمر في ترديد الرغبة بالريجيم، والروح التي تضمر النية بذلك، بلا أي فعل حقيقي.
رغم وزني الذي لا يتعدى الــ 67 كيلو غرام لطولٍ يساويه بالمقدار بعد إضافه المتر بقربه وتبديل الوحدة القياسية، إلا إني أتوق فعلاً لرؤيتي هزيلة، بوجنتين بارزتين، وأنف حاد، وجسد هزيل، كم أتوق لرؤيتي بالمقاييس الإسبانية الجذابة !
في النادي هناك، تلك الفتاة الرياضية السمراء، ذات الجسد المتناسق الحيوي، وذات التمارين التي تقوم بها بكل جدارة وهمة عالية، رجلٌ مشدودة، ويداً بــ عضلات؟ أقسم إني لم ارى الى اليوم كويتية بهذا الحال " الأوفر " صحي .. تقدمت الي وسألتني إن كانت قد اكتسبت سمنة بعد آخر مرة رأيتها بها قبل أربعة أيام:
- أربع ايام تخليج متينة؟ بدور عسى ما شر أخاف فيج هوس رشاقة؟
- يحق لي والله أخاف على جسمي، لأني تعبت عليه وايد
اتسعت عيني دهشة وتحفز فضولي ليعرف المفاجآت التي ســ تتفجر بعد تلك الكلمة تحديداً
- شلون تعبتي عليه يعني؟ فهميني أكثر؟
- ليش انتي ما تدرين اني كنت متينة؟
- ليش انتي ما تدرين اني كنت متينة؟
وقفت تبجيلاً واحتراماً لها طبعاً، لأني فاشلة بقدر عظمتها بانقاص وزنها
- يعني متينة شكثر؟ كنتي 70 ؟ 80 ؟
- ويييييي الله يخليج يا منى، أنا كنت 120 ..
لولا وجود حائط بخلفي، لـــ تزحلقت رجلي من هول الخبر وسقطت على الأرض متكومة ..
الهمتني جداً قصة بدور، الفتاة التي اختارت أن تكون رشيقة بعدما ضاقت ذرعاً من عدم توفر مقاسها في كافة المحلات التي تعشق أن تبتاع منها، المحلات التي لم تراعي نفس هذه السمينة وهي تشعر بأن العالم بأكمله يرفضها، ويرفض سمنتها.
الزبدة ..
أريد أن أفقد ما يقارب الــ 15 كيلو، من يمد لي يده لكي ننجح في تأليف فريق " يصك " على ذا بيغيست لوسير" .. وننجح في نشر ثقافة الرشاقة في كافة الميادين؟
وشكراً