الأحد، 17 أبريل 2011

تويتر أكثر من كونه "ويص ويص ويص"

قبل أن يتفشى الوجود الفعلي لــ موقع تويتر بين الناس، وقبل أن يتهاتف عليه هذا الكم الهائل من المشتركين من مختلف الأعمار والأجناس، كنت قد علمت بوجوده من خلاله أحد البرامج الأمريكية المعنية بأخبار فنانين هوليوود والذي كان يخصص فقرة منفصلة من وقته، يغطي بها أقاويل وكلمات المشاهير في موقع المغرد وما يأتون به من أمور شخصية تمس حياتهم.
لم أقتنع كثيراً حينها، خاصة من بعد ما سألت ذاتي هذا السؤال " ما الذي سأتحدث بشأنه في مساحة ضيقة محاصرة بعدد محدد من الحروف " ؟ وأمرا آخر، هو لأني أملك عدد من الإشتراكات في مواقع الكترونية مميزة إرتأيت إنها قد تغنيني فعلاً عن تواجد جديد في العالم الأكتروني الكاسح.
إلا أن أتى ذلك اليوم الذي بلغني فيه حوار ثلاثة فتيات " في الأفنيوز"  كن قد إتفقن المجئ الى السينما خلال هذا الموقع واللاتي لم يحتجن الى أية تأكيد تلفوني بعد ذلك على هذا القدوم، وما زاد بي الحماس حديثهم الذي أستمر الى ما يقارب الخمسة عشرة دقيقة عن أعماق " السايت، ومدرود قال، وأصايل كتبت" !

لــ تنهال علي من فورها فكرة زيارته للتثقف أكثر عن هذا الموقع الذي لا يحمل في موجبه الا ميزة واحدة تقريبا، "كتابة ما يأتي على لسانك في أقل من 140 حرف" فتحت الموقع ودونت إيميلي ورموز سرية خاصة بي، لأجدني بعد أن بلغني إيميل يبشرني بأن الحساب قد تفَعل، أتفرس شاشة الحاسب بكل جوارحي في رغبة صادقة لأعرف وأعي "شــ سوي الحين؟" !

إنهلت باللحقاق  بداية على عدد من المحطات التلفزيونية والإذاعية ،  وعلى أسماء كثيرة من أشهر الإعلاميين والكتاب، و على الحسابات المعنية بالمدونين العرب،  لأدرك من خلالهم "الطبخة" التي تقودني الى فهم هذا العالم الشاسح الضيق – إن صح التعبير_ وإستفهام مداركه.

مرت الأيام سريعا، لتبدأ قطاعة فعلية بيني وبين موقع الفيس بوك الذي وجدته – فجأة – غير مسلي أبدا من بعد ما كنت أنقر دخولا إليه في الخمسة دقائق الواحدة، ما يقارب الثنتي عشر مرة رغم معرفتي بأن شيئا لم يتغير هناك.

إزدادت ساعات مكوثي على موقع التويتر، أقرأ ما يأتي به المغردين من حكايا وقناعات، بتحفظ مني على عدم التعليق على أحدهم، حتى أثبت وجودي أولاً من بينهم، وأفهم سر المتعة الذي بدأت تتسلل إلي منه.

والآن من بعد ما مرت علي قرابة الستة شهور في الموقع، بدأت أسأل نفسي فعلا، "كيف هي الحياة دون وجودك يا تويتر" هذا العالم المؤلف من أحرف لا تتعدى المعقول قد ساهم في تغيير الكثير من القناعات المتعلقة بالحياة، من خلال دكاترة ومحاضرين التنمية البشرية، قد أقحمني في الوجود السياسي بمفاهيمه الصحيحة، قد قربني من الكثير من المشاهير الى حد مسافة خيالية لا تتعدى الدقيقتين، الأولى أرسل بها سؤالاً والأخرى أتلقى بها الجواب السريع، تويتر منح لي الفرصة لــ تكوين صداقات عديدة جميلة، قد ساهم في إزدياد القرب بيني وبين الصديقات وتعمق الفهم بيننا، تويتر عرى أمامي توجهات البعض وأفكارهم الخاصة، بالإضافة الى التواجد الفعلي في متغيرات العالم من خلال نافذة صغيرة لا تتعدى مساحتها بضعة سنتيمترات !

ساعدني هذا الطائر الأزرق الرقيق في منحي الكثير من الفرص الجميلة، التي كافحت من أجلها سابقا كثيرا، موقع تويتر هو ذاك الموقع الذي تكون خلاله في مجابهة فعلية مع العالم وأنت في منزلك !

ومني الى كل من يجهل هذا الوجود، أن يسارع في إقتحامه حتى لا يأتيه في وقت، قد تسلل إليه الملل وأصبح "مليق" !


هناك تعليق واحد:

  1. سبحان الله .. بداياتنا متشابهة في الموقع .. نظرة فابتسامة فسلام فكلام :))

    لم أكن مقتنعا كذلك في باديء الأمر .. لكن وجدت نفسي أغرد فيه في النهاية ..

    كعادتك زميلتي المبدعة أسلوب مميز في الطرح وتسلسل لطيف للأفكار ..

    بوركت

    ردحذف