رجفة اعتلت اطرافي .. و برودة سكنت ( حشاي ) فور ان التقطت اذناي كلمات اغنية المسافر راح .. لشاعر الاحساس .. البدر ..
لا تلوح للمسافر المسافر راح ..
لا تنادي للمسافر .. المسافر راح ..
يا ضياع اصواتنا في المدى و الريح ..
القطار و فاتنا ..
القطار و فاتنا
و المسافر راح ..
كنت قد تلقيت منذ شهور رسالة الكترونية تتضمن القصة الحقيقية لكلمات اغنية المسافر راح .. و هي ان شاب اعمى قد تقدم الى الشاعر بدر بن عبد المحسن بطلب روي قصته .. التي تسببت له بالكثير من الالم و التي آلت الى ( عماه ) .. فوافق البدر بكل صدارة رحب .. ليبدأ ( صاحب القصة ) في كلامه المثخن بالشجن ..
كان قد احب ابنة عمه .. و تقدم الى خطبتها عشرات المرات .. لكن والدها كان يقابل كل طلباته بالرفض باعتباره ( اقل ) من ان يرتبط بابنته من عدة نواحي و اهمها المادية .. ذهب ذلك الشاب و حاول ان يجني ثروة تعزز من قدره في نظر عمه .. و اتاه و بين يديه كل متطلباته من مهر و اموال و جاه .. ليصعقه الاب برفض جديد و متكرر
اصيبت الفتاة بالسرطان بعد ان حاولت عبثا ان تتعامل مع عنت والدها الغريب .. و نتيجة لذلك .. اخبرت والدها انها ترفض ان تتلقى اية علاج ما دام انها لن تعيش مقابل امرا تريده .. وعدها والدها بأنه سيلبي لها كل المتطلبات ما ان تسافر معه للخارج .. فــ وافقت البنت ..
ارادت الحياة ان تتوفاها في الطائرة .. اتاه الخبر الثقيل .. فــ بكى عليها بكاءا انتشل بصره .. و انتشل صبره .. ليكتبها البدر بأسلوب ينضج بالحزن الفقدان .. و يصيبنا .. بلوعة احساس غريبة ..
مدري باكر هالمدينة وش تكون .. النهار و الورد الاصفر و الغصون ..
هذا وجهك يا المسافر لما كانت لي عيون ..
اتفحص الفقد هنا .. اقلب مرارته بين كفي .. اتشبت بعناقيده المخزية ..
فلا ارى .. الا مرارة تسكن في احشاء كل شخص فينا .. حين ينظر الى زاوية حياته و يراها و قد اخذت منه عطرا لم تعد جزيئاته تنتشر في فضاء المحيط .. و نسما .. غاب نوره منذ زمن من التسلل الى فناء الغرفة ..
كيف علينا ان نأخذ الرحيل بمأخذ بسيط .. و هو الذي .. جردنا الانسانية و انسانا كيف نكون اناسا من جديد ؟
الرحيل ذاته .. الذي ارشدنا بعد افعاله بحقنا .. الى كل قصيد تغنى بالحزن .. و كل بيوت شعر امتلئت بالعراقيل .. فأصبحنا يائسين بلا ان ندرك ذلك !
دهس على كل الطاقات التي كانت تعلمنا كيف نحلم و متى نحلم .. و كيف علينا ان نحقق احلامنا بكل يسر و بلا تعقيد !
انتهك حقنا في الامل بعد اليأس المتزمت .. و اصلح فينا رغبة ماسوشية تهوى العذاب .. و تستبعد كل امرا يدعو الى التفاؤل ..
الرحيل جريمة دنيوية .. يجب ان يقام عليها الحد .. لنكون قادرين على البدأ من جديد بعد التهشيم .. او التهميش لا يهم فكلاهما .. مؤلم !
و اقساها .. رحيل الفرص ..
التي كانت .. لتغير الكثير .. لكنها و بكل عدم مسؤولية قررت الرحيل ..
كما حصل بقصة ذلك الشاب و معشوقته ..
كما حصل بقصة ذلك الشاب و معشوقته ..
...
يالله يا قلبي سرينا .. ضاقت الدنيا علينا ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق